بسم الله الرحمن الرحيم
تحولت الشقيقتان ساره وإسراء مارديني من لاجئتين بين مئات الآلاف إلى نجمتين كبيرتين في ألمانيا، بعد أن نجحتا في الهرب من سوريا إلى تركيا ومنها إلى اليونان، قبل الوصول إلى ألمانيا، ولكن سبب الشهرة الكبيرة التي أحرزتها يسرا وإسراء، لم تكن بسبب المعاناة في البحر أو الغرق، بل بعد تحقيقهما إنجازاً قياسياً بعد العبور من تركيا إلى اليونان... سباحةً، وصولاً إلى بر الأمان بعد ثلاث ساعات فقط.
وقالت صحيفة كوريري ديللو سبور الإيطالية، إن البطلتان السوريتان أصبحتا اليوم في ألمانيا، من أشهر الشخصيات العامة رغم الجهود المبذولة للحفاظ على حياتهما الشخصية وخصوصيتهما، وبعد أن كانتا قبل شهرين مجرد شابتين مجهولتين تحاولان الوصول إلى أوروبا، وتفادي حرس السواحل التركي الذي منعهما في محاولة أولى من الإبحار، وتحيل المهربين بعد أن دفعتا آلاف اليوروهات، نجحت يسرى وإسراء في المرة الثانية من الوصول إلى أوروبا، رغم غرق المركب الصغير وركابه.
3 ناجين
وتقول الشقيقان"بمجرد غرق المركب كنا على استعداد لمحاولة الوصول إلى الساحل اليوناني سباحةً، لكن المشكلة أن المركب كان يقل عشرين شخصاً، ولم نفكر في التخلي عنهم".
وتضيف ساره "حاولت مع شقيقتي مساعدة الغرقى، لم يكن وارداً أن نقبل بموتهم دون محاولة، ولكن في الأخير كنا ثلاثة واصلين فقط إلى جزيرة ليسبوس اليونانية".
نادي سباحة
وبعد هذه الملحمة الفريدة، التي تناقلتها وسائل الإعلام الألمانية في الفترة الأخيرة بعد انتشار خبر مغامرة الشابتين، أصبحتا من رموز وبطلات نادي فاسرفروند سبانداو 04، القريب من مخيم اللاجئين الذي تقيم فيه الشقيقتان، وتتحدث مصادر من النادي حسب الصحيفة، عن رغبة المسؤولين فيه في التسريع بإجراءات تميكنهن من الجنسية الألمانية في أقرب الأوقات، للمشاركة في المنافسات الدولية باسم ألمانيا، خاصة وأنهما من بطلات السباحة السوريات المميزات، من ذلك ان إسراء شاركت في 2012 في بطولة العالم في اسطنبول في مسابقات الصدر في المسبح الصغير.
ويؤكد مدربهما كما تنقل الصحيفة أن "سارة وإسراء تبذلان جهوداً خارقةً للحاق بالمستوى الفني والبدني لزميلاتهن في النادي، ما يفتح أمامهما فرصة التألق أكثر".
وفي المقابل تنقل الصحيفة عن الشابتين، أنهما تحلمان بتعلم اللغة الألمانية سريعاً وإتقانها لاستئناف الدراسة، والتفكير في مستقبل جديد، وحياة جديدة، بعيداً عن سوريا، بعيداً عن الحرب". كما تقول إسراء، التي تحلم بالتخصص في الطيران مستقبلاً، والمشاركة في الألعاب الأولمبية.
أما الأخت الكبرى ساره، المتخصصة في سباقات المسافات الطويلة، فإنها تحلم إلى جانب الانتصارات الرياضية، باستقدام والدها ووالدتها، الذين بقيا في لبنان لتمكينهما من الوصول إلى أوروبا.
