بسم الله الرحمن الرحيم
في الرابع عشر من نوفمبر من كل عام يتضامن العالم مع مرضي السكري في كل انحاء المعمورة . حيث يعود تاريخ هذا اليوم الي عام 1991 حيث اعلنت الفيدرالية الدولية لمرض السكري و منظمة الصحة العالمية 14ـ11 هو اليوم العالمي للسكري وذلك كتحذير للازدياد المهول لاعداد مرضي السكري المتوقع ان يصل الي 640 مليون مريض في عام 2040 علي مستوي العالم.
اما السؤال لماذا هذا التاريخ تحديدا , فتاريخ الرابع عشر من نوفمبر هو يوم ميلاد العالم الكندي فريدريك بانتن الذي استطاع مع زميله و طالبه شارلز بست اكتشاف الانسولين فكان اختيار التاريخ تكريما لعطاء هذا العالم في انقاذ البشرية من هذا القاتل الصامت.
بالنسبة لنا في العالم العربي فالوضع اكثر سوداوية, فقد اشار اخر تقريرصادر عن الفيدرالية الدولية للسكري الي ان منطقة العالم العربي {الشرق الاوسط و شمال افريقيا} تعاني من اعلي نسبة انتشار للمرض علي مستوي العالم. حيث يبلغ عدد مرضي السكري في العالم العربي حوالي 35.4 مليون تتراوح اعمارهم ما بين 20ـ79 عام اكثر من 40% منهم غير مشخصون. فقط في عام 2015 وحده توفي اكثر من 000 340 شخص نتيجة مرض السكري بينما يتوقع ان ترتفع اعداد المرضي الي اكثر من 72 مليون شخص .... اي ان الاعداد ستضاعف.
اضافة الي هذا فالقاتل الصامت يلتهم موارد المنطقة فهو يستنفذ حوالي 15% من ميزانية القطاع الصحي الغير كافية اصلا و بحسب الفيدرالية الدولية ومع تضاعف اعداد المرضي فان هذه النفقات لن تكون كافية لعلاج مرضي السكري في المنطقة. و مع وجود عوامل مثل التطوير الواسع للبنية التحتية والتحضر السريع وزيادة متوسط العمر المتوقع و جميعها تغيرات في نمط الحياة حتما ستؤدي جميعها الي ارتفاع معدلات الإصابة بالسكري في معظم دول المنطقة، وخاصة دول الخليج.
في بحث مفصل العام الماضي قامت به مجلة الطبيعة قسم الشرق الاوسط لتتبع اثار هذا الوباء لوحظ ان لا شئ قد تغير قد تغيير في معظم هذه البلاد باستثناء ان المرض لازال يقتل اكثر من 10% من جميع البالغين في هذه المنطقة اكثر من نصفهم كانت اعمارهم اقل من 60 عام و ان التكلفة المترتبة علي علاج المرض و مضاعفاته تزداد بسرعة كبيرة.
ومن الملاحظ ايضا ان البلاد العربية تتفاوت بدرجة السوء حسب المرض فمثلا من المتوقع خلال العشر سنوات القادمة ان واحد من كل اربعة سعوديين سيكون عرضة لخطر الاصابة بنوبة قلبية من مضاعفات مرض السكري. حيث بينت احدي الدراسات من جامعة الملك فهد ان اكثر من 26% من مجموع 4900 سعودي في المناطق الحضرية سيكونوا عرضة للازمات القلبية في الفئة العمرية ما بين 20ـ40 عام بدون وجود اي تاريخ مرضي .
كما وجدت الدراسة ان 25% من الفئة التي درست يعانون من السكري و 34% من ارتفاع ضغط الدم و 25% كانوا من المدخنين و 27% يعانون من السمنة 17% يعانون من ارتفاع مستوي الدهون في الدم بينما اكثر من 86% لا يقومون باي نشاط بدي او رياضي.
كما حذرت دراسة اخري من ارتفاع حاد في معدلات الاصابة بمرض السكري من النوع الاول و هو النوع الاخطر و اكثر ماكان يقلق في هذه الدراسة هو حدوث المرض بين الرضع حيث يتطور المرض في وقت مبكر جدا ما قبل الستة شهور الاولي بينما المعدل الطبيعي لحدوث المرض هو 7 سنوات .
واخيرا, فالمطلوب الان بناءا علي نصائح خبراء اقليميون بتغيير الاستراتيجية الصحية المعمول بها في العالم العربي اضافة الي المزيد من البحث العلمي عن مرض السكري ولكن للاسف قلة فقط هي التي تستمع الي هذه النصائح.