بسم الله الرحمن الرحيم
وضع العلماء خارطة توضح مناخ أوروبا خلال السنوات الألفين الماضية.
وتمكن العلماء من تحديد أسباب المجاعة التي حصلت أعوام 1315-1317 والتي تسببت بوفاة آلاف الأشخاص يوميا. وكان هذا طبعا بسبب المناخ. ولكن ما هي آلية هذه الكوارث الطبيعية؟ هذا ما حاول العلماء معرفته من خلال هذه الدراسة.
وللتوصل إلى هذا الهدف، درس علماء من الولايات المتحدة حلقات مئات الأشجار القديمة التي نمت في أوروبا خلال عشرات القرون. فكما هو معلوم، يعتبر سمك الحلقة السنوية في جذع الشجرة مصدرا مهما للحصول على معلومات مهمة من ضمنها معلومات عن المناخ. والقاعدة هي أنه كلما كانت الأمطار أقل كانت الحلقة معتمة أكثر وذات سمك أصغر.
واستنادا إلى هذه القاعدة، تمكن العلماء من تحديد أسباب الكوارث الطبيعية في تاريخ أوروبا. فمثلا تسبب الجفاف الذي ضرب إيرلندا عامي 1740 و1741 بمجاعة ذهب ضحيتها حوالي 40 ألف إنسان. وعموما تمكن العلماء من تحديد فترات "الجفاف" و"الطوفان" العظيمة التي حدثت في أوروبا قديما وحديثا خلال الألفي سنة.
هذا سابقا، أما التغيرات المناخية الحالية فجعلت العلماء يدقون ناقوس الخطر ، حيث يشيرون إلى أن أوروبا تعاني حاليا من كوارث طبيعية أكثر. فقد تسبب الجفاف الذي يستمر منذ حوالي 30 سنة مثلا بخسران حوالي 100 مليون يورو. وتبين نماذج المناخ التي صممها العلماء أنه إذا لم تحل مشكلة الاحتباس الحراري فإن تصريف الأنهار الأوروبية سينخفض بنسبة تصل الى 40 بالمائة من تصريفها الحالي، مما سيسبب استمرار الجفاف أكثر فأكثر.